فالله تعالى يحب التوابين ويتقبل منهم بل ويفرح سبحانه بتوبتهم (١) وقد يرفعهم بتلك التوبة عنده إلى أفضل ما كانوا عليه، فكلما صاحب التوبة العزم والصدق والإصرار، ورافقها الذلّ والاعتراف والانكسار، وتبعها بعمل صالح لمحو الأوزار ارتقى صاحبها في درجات القبول، وقد يرقى بتلك التوبة إلى مالا يرقى إليه غيره من أهل الصلاح، وقد ذكر ابن تيمية أنّ من التائبين من يعود إلى أرفع من درجته، ومنهم من يعود إلى مثل درجته، ومنهم من لا يصل إلى درجته. وعلّق ابن القيم أن هذا بحسب قوة التوبة وكمالها، وما أحدثته المعصيةُ للعبد من الذلّ والخضوع والإنابة (٢).
* * * *
سادساً: حسن الظن بالله تعالى:
حسن الظن بالله تعالى يكون بتغليب الرجاء والطمع في القبول، وترجيح جانب حسن الظَّنِّ بِالله تعالى لكن لا يخلو ذلك من مخافة الله فما أحسن الظانّ بالله عمله إلا خوف عدم القبول (٣). أما كثرة التوجس وظنُّ عدم قبول العمل يوجب الفتور وَالْكَسل بل يقود للقنوط واليأس، واعتقاد قبوله يُشعل في النفس النشاط ويوقد فتيل الحماس، ويحرك الهمّة للمزيد. والله تعالى وعد بالأجر والثواب فِي مُقَابل الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ في القرآن الكريم
(١) ينظر الحديث في مطلب قبول خاص لأفراد وفئات، فئة التوابين والمتطهرين ص ٢٣١. (٢) ينظر الجواب الكافي ص: ٢٠٩. (٣) ينظر الجواب الكافي ص: ٨٦ - ٨٧.