للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: أنواع القبول

[أ: قبول عبد بعينه]

بعد القبول العام لأهل الإيمان، فهناك بون شاسع كما بين المشرقين، بين قبول العمل والقبول الخاص للعبد نفسه عند الله، فإن قبول العمل وحده مجرداً لا يلزم بالضرورة قبول جميع أعمال صاحبه، أو مغفرة جميع ذنوبه. وفي قبول العبد قال تعالى في شأن مريم : ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ﴾ [آل عمران: ٣٧].

وهو الاصطفاء الخاص فالاصطفاء عام لأمة الاتباع وخاص لعبد معين: وقبول العبد واصطفاؤه يكون بأمرين:

الأول: بإخلاصه وطول المداومة على محاب الله، والعكوف عليها، حتى تكون هي أغلى ما يحرص عليه، وتكون هي شغله وهمّه، حتى تفضي هذه المداومة إلى محبة الله تعالى له، واصطفائه في أوليائه الصالحين، فيتقبله عبداً محبوباً، ومتى أحبه الله تعالى حبب إليه أهل السموات والأرض وسدده للمزيد من العمل الصالح، وألهمه الصواب، ويتقبّل الله أعماله كلها، ويضاعف له الثواب فهؤلاء هم فئة منّ الله عليهم بالصلاح وتلقاهم بالقبول ورفع مكانتهم قال تعالى:

<<  <   >  >>