للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذا في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ﴾ [الأنبياء: ٩٤]. ومعنى ﴿فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ﴾ أي: لا يُجحد ولا يُبطل سعيه بل يُشكر ويثاب عليه، ثم جاء بعد ذلك بالتأكيد بكتابة العمل في اللوح المحفوظ وصحيفة العبد، مع ما يحمل اللفظ في طياته من إشارة لطيفة إلى تقدير العمل ورفع مكانة صاحبه بقوله: ﴿وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ﴾.

ومن خلال تأمل الآية الكريمة يلاحظ أنها تضمّنت أربعة مؤكدات على الشكر، وعدم كفران السعي وضياع الثواب، بحرف التوكيد أولاً ونون العظمة ثانياً ﴿وَإِنَّا﴾ الدال على التشريف، ثم بالضمير ﴿لَهُ﴾ ثم بالتقيد والكتابة بصيغة الجمع وما فيها من دلالة كذلك على شرف المكانة للمكتوب ﴿كَاتِبُونَ﴾ فالمعنى بذلك يتضمّن كتابة حفظ وتقييد، وكتابة شهادة وحجة، وكتابة عرفان وتشريف. والله تعالى أعلم.

[١٤ - الترغيب بالإشارة إلى آلاء الله في الكون]

قال من أبدع الكون سبحانة: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا

وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ٦ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا

<<  <   >  >>