جاء مسرعاً من أقصى مدينة أنطاكية (٢) بالشام لما بلغه خبر اجتماع الناس على رسل عيسى ﵇ الذين أرسلهم ليبلغوا عنه دعوة الحق ثم سألهم: أتطلبون على ما جئتم به أجراً؟ قالوا: لا. فأقبل على الناس يقول: ﴿اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْئَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ فقيل له: أَفأَنْتَ تتبعهم؟ قال: ﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ
(١) عرف في كتب التفسير والأثر والسير بأنه حبيب النجار ينظر تفسير ابن أبي حاتم (٧ - ٢٣٨٢)، والدر المأثور (٥/ ٤٣٩)، وتفسير القرطبي (١٥/ ٣٠٦)، وتفسير ابن كثير (٦/ ٥٧٠)، وفتح الباري (٦/ ٤٦٧). (٢) مدينة عظيمة من أعيان المدن على طرف بحر الروم بالشام وثغر من ثغورها، وهي مدينة دائرية الشكل نصفها سهلي ونصفها جبلي. أطلق عليها النصارى قديما أم المدائن لأنها أول بلد ظهر فيه دين النصرانية، ينظر آثار البلاد وأخبار العباد للقزويني ص: ١٥٠، والروض المعطار في خبر الأقطار للحميري ص: ٣٨.