للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثاً: أسلوب ضرب المثل

وأسلوب ضرب المثل من أوقع وسائل إيصال المعلومة وفعاليتها في نفس المتلقي.

ويتميز المثل القرآني بصدق الصورة، حيث تبدو وكأنها صورة حية متحركة، تتحرك لها المشاعر والأحاسيس، كما يمتاز بدقة المماثلة بين المشبّه والمشبّه به، والتنويع في العرض فتارة بإسهاب مع بيان ركني التشبيه وتارة باقتضاب وتلميح يُفهم من السياق (١).

قال تعالى: ﴿وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [إبراهيم: ٢٥].

و المثل: كما قال ابن القيم: "هو تَشْبِيهُ شَيْءٍ بِشَيْءٍ فِي حُكْمِهِ، وَتَقْرِيبُ الْمَعْقُولِ مِنَ الْمَحْسُوسِ أَوْ أَحَدِ الْمَحْسُوسِينَ مِنَ الْآخَرِ وَاعْتِبَارُ أَحَدِهِمَا بِالْآخَرِ" (٢).

وأغراض المثل في القرآن متنوعة تدور جميعها حول سبل نيل القبول وتحصيل أسبابه والبعد عمّا يضاده، ويمكن تلخيصها في التالي:

- للحث على الطاعة والاستقامة، وللتحذير من مغبة الوقوع في دائرة غضب الله وسخطه كقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى


(١) ينظر تفسير القرآن الكريم لابن القيم ص: ٣٩٥.
(٢) أعلام الموقعين عند رب العالمين (١/ ١١٦).

<<  <   >  >>