١ - المن والأذى: والمنان هو الذي يدلي بإحسانه، ويعتدّ بإنعامه، ويتعالى على المحسن إليه بإنفاقه قيل: المنة تهدم الصنيعة، فهو في حق العبد مذمّة وفي حقّ الله تعالى صفة كمال فالله تعالى هو خالق العبد والمنعم عليه ابتداء (١).
أما (الأذى) فهو ما تسمعه من المكروه بعد الصدقة (٢) أن يذكر ما تصدق به عند غيره فيتأذى به أو يعيره به أو يقع بينهما خصومة في ذلك، وربما رماه بالجحود وعدم الاعتراف بالفضل. فالمن والأذى يحبط ثواب الزكاة والصدقة والمعروف الذي حدث فيه المنّ والأذى أياً كان ماديًا أو معنوياً كالكلمة الطيبة، وحسن المعاملة، والصدقة وغير ذلك، قال تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى﴾ [البقرة: ٢٦٤]. قال ابن عثيمين ﵀ في الصدقة:" لقبول الصدقة شروط سابقة، ومبطلات لاحقة؛ أما الشروط السابقة فالإخلاص لله والمتابعة؛ وأما المبطلات اللاحقة فالمن والأذى"(٣). وكذلك الزكاة يحبط ثوابها مع إجزائها وبراءة الذمة بها. وقد جاء في السنة التحذير من المنّ، ومذمّة فاعله والتشنيع عليه قال ﷺ:(ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ثَلَاثَ مِرَارًا، قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَابُوا وَخَسِرُوا، مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟
(١) ينظر لسان العرب (١٣/ ١٩٨)، وتفسير العثيمين (٣/ ٣١٩). (٢) ينظر تهذيب اللغة (١٥/ ٣٩). (٣) تفسير العثيمين (٣/ ٣١٤).