للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخامس: من أقام صلاته وحافظ عليها، وأخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه ناظراً بقبله إليه، ممتلئاً من محبته وعظمته، كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلت الوساوس وارتفعت الحجب فهو مشغول بربه قرير العين به.

فالأول معاقب، والثاني محاسب، والثالث مكفّر عنه، والرابع مثاب، والخامس مقرب من ربه. لأنه ممن جعلت قرة عينه في الصلاة، فمن قرت عينه بصلاته، قرت عينه بقربه من ربه (١).

* * * *

ثانياً: تحرّي الحلال:

طيّب الله المؤمن ظاهراً بالوضوء والغسل، وطهره باطناً بالطيّب الحلال ينمو منه لحمه وأعضاؤه ليكون أهلا لعبادة الملك القدوس، فماله حلال، وطعامه حلال، وشرابه حلال، إذ كيف يقف بين يدي ربه دنس الطينة، خبيث العطن، فالله تعالى طيبٌ لا يقبل إلا طيباً قال النبي : (أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: ﴿يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: ٥١] وَقَالَ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة:


(١) ينظر مدارج السالكين (٢/ ٤٦٤)

<<  <   >  >>