للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان الخبر صحيحاً أو كاذباً فإن في نشره إشاعة للفاحشة وإضرار بالعباد وقال النبي : (أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟) قَالُوا: بَلَى، قَالَ: (الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ) (١) والبرآء جمع بريء والمراد طلب المشقة والهلاك للبريء (٢). وفي الحديث أنه مَرَّ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ: (إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ) (٣). وقال : (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ) (٤) والقتات هو النمّام (٥) كما فسرتها رواية مسلم (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ) (٦)، والمعنى أي لا يدخلها مع أول الداخلين بل بعد استيفاء العقوبة فقد يدخل بسببها النار حتى يستوفي ما عليه منها نسأل الله السلامة (٧).


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١/ ١١٩/ ح ٣٢٣)، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (٢٤٦).
(٢) ينظر مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (٧/ ٣٠٥٥/ ح ٤٨٧٢).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب ما جاء في غسل البول (١/ ٥٣/ ح ٢١٨)، وأخرج نحوه مسلم في صحيحه (١/ ٢٤٠/ ح ٢٩٢).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٨/ ١٧/ ح ٦٠٥٦). ورواه مسلم في صحيحه (١/ ١٠١/ ح ١٦٩).
(٥) ينظر التعريفات للجرجاني (١/ ١٧٢).
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه (١/ ١٠١/ ح ١٦٨).
(٧) ينظر تسهيل العقيدة لعبد الله الجبرين ص: ٢٨.

<<  <   >  >>