يبين الشكل الهرمي درجات القبول المحتملة وهو من أدنى قاعدته كالتالي:
١ - درجة النجاة من الخلود في النار: فهذه الأمة المصطفاة قد نجاها الله تعالى بتوحيدها وإيمانها من الخلود في النار، وهو أمر معلوم من عقيدة أهل السنة والجماعة، وقد تقدم الحديث عن الجهنميين (١) الذين يخرجون من النار وهم درجات في مدة مكوثهم وشدة عذابهم ثم يحسب لهم ما عملوا من حسنات بعد استيفاء العقاب.
٢ - قبول عفو ونجاة من الدخول في النار: ومن هؤلاء صاحب البطاقة الآنف الذكر (٢).
٣ - قبول إجزاء وإسقاط للمساءلة: وهو أن يعمل العمل على العادة والغفلة، فإنه يجزئ إن كان فرضاً ويسقط المساءلة، ولكن لا يثاب عليه بإجماع السلف بأنه ليس له من صلاته إلا ما عقل (٣)، قال رسول الله ﷺ:(إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي، وَلَعَلَّهُ أَنْ لَا يَكُونَ لَهُ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَّا عُشْرُهَا، وَتُسْعُهَا، أَوْ ثُمُنُهَا، أَوْ سُبُعُهَا حَتَّى انْتَهَى إِلَى آخِرِ الْعَدَدِ)(٤). ولربما صعدت الصلاة التي كثرت
(١) ينظر الحديث في حاشية التوطئة في مؤخرات القبول ص: ٢٠٥. (٢) ينظر الحديث في المطلب الأول في مبحث أسلوب الترغيب والترهيب من الفصل الثالث ص: ٢٤٣. (٣) ينظر الوابل الصيب من الكلم الطيب ص: ٢٣ (٤) أخرجه أحمد في المسند، (٣١/ ١٧١/ ح ١٨٨٧٩)، والنسائي في السنن الكبرى، (١/ ٢٠١/ ح ٦١٣)، والبزار في مسنده، (٤/ ٢٥١/ ١٤٢٠)، وابن حبان في صحيحه (٥/ ٢١٠/ ح ١٨٨٩)، وقال شعيب الأرناؤوط: "إسناده حسن" في صحيح ابن حبان.