للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليحثّ المذنب على الاعتراف، والرجوع، والإنابة.

٣ - الاستثارة بتصوّر مستقبل الحال ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ [النساء: ٩]. يحث الأوصياء المفرطين في حقوق الغير ممن هم تحت ولايتهم ووصايتهم، أن يستشعروا ما لو أنهم تركوا ذرية ضعافاً لخافوا عليهم الإهمال والضياع فكما يدين المرء يُدان. فهو حثّ على ما يحبه الله ويرضاه من العدل والإنصاف (١).

٤ - الاستثارة بتنبيه الضمير: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ

قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الحديد: ١٦]. وهنا يستثير القلوب المؤمنة، ويوجه العتاب في لطف للضمائر ليوقظها من شرور الغفلة، إلى متى يظلّ إيمان مع ضعف وبطء امتثال، إلى متى ذلك التسويف والفتور والاستثقال، ألم يحن بعد أن ترقّ القلوب وتلين لأمر ربها؟ فكأن تلك القلوب المؤمنة ما إن يصِل إلى أسماعها هذا الخطاب الكريم حتى تردد مقبلة على ربها، بلى آن يا رب .. آن يارب.

٥ - الاستثارة بالتكرار: وأعني به التكرار في اللفظ وليس في المعنى كتكرار قوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ في سورة الرحمن خطاب للثقلين، وعرضٌ لعظيم المنن، وباهر الآلاء


(١) ينظر تفسير الطبري (٧/ ١٩)، وفتح القدير للشوكاني (١/ ٤٩٤).

<<  <   >  >>