للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - الاستثارة بواسطة التذكير بالنعم: ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ١ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ٢ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ٣ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفِ﴾ [قريش: ١ - ٤]. يذكّر قريش بما أسبغ عليهم من أمن، وأحاطهم به من رعاية، وما فتح عليهم من أبواب التجارة حيث تجوب قوافلهم الشمال والجنوب، محملة بالخير، آمنة من غارات السلب والنهب، فهو يستثير في قلوبهم مكامن الغفلة، ويذكرهم بعظيم المنّة، ويحضّهم على التوحيد وشكر النعمة.

وفي قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: ١٨] تذكير للنفس بعظيم المنّة وسبوغ فضل الله، لتعود إلى خالقها وتردد في خشوع واعتراف عبارات الحمد البالغ والشكر الدائم و الثناء الحسَن.

٢ - الاستثارة بذكر سعة عفو الله ورحمته لعبادة: وهنا يفتح للنفس أبواب الأمل والرجاء، ويرفع عنها آصار اليأس والحرج، ويهوّن عليها شدّة الخوف من فرط الشهوة وعظم الذنب، فتسري في جوانبها الطمأنينة، وتعود منيبة إلى ربها في تذلل وخشية: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا

مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ

الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: ٥٣] نلاحظ النص القرآني السابق كيف يكشف عن الثقة بعفو الله، وفيض مغفرته، وسعة رحمته مهما بلغ بالإنسان عظم الجناية، ومهما جاء بقراب الأرض من خطايا، وذلك

<<  <   >  >>