ومن ذلك تكرار قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ
أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ٦٧ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ وقد تكررت الآيتان ثمان مرات في سورة الشعراء، وفي كل مرة تثير معنى جديداً يتوافق مع السياق ويتواءم مع الصورة العامة، مع التأكيد في كلّ مرة على كثرة الجحود والكفر بآلاء الله ونعمه، ومرة بألوهيته ﷾، ومرة بالبعث والحساب، وأخرى بالشرع والرسالة، وبالأنبياء والمرسلين، وبالآيات والمعجزات، وبالأدلة والبراهين، وبالأمر والنهي، ثم التأكيد على عزة الله وقدرته في كل مرة على من عصى، ورحمته بمن استسلم وأطاع. ممهلٌ في عزةٍ وقدرة، غامرٌ برحمته في كرمٍ ووفرة. فهي مؤثرات توقظ الشعور، وتحرك في العقل السليم الفكر والتبصر، وفي القلب الإنصات لصوت الحق والاستجابة والاتعاظ.