فضل منه سبحانه وأن المتقي ينبغي أن لا يعتمد على تقواه وعمله ولا يأمن مكر الله.
الثالث: ليدعوهم إلى التوجه بالرجاء إلى من يصحّ منه الرجاء لا إلى غيره.
الرابع: فيه إطماع لهم بأن الترجي إذا كان على وجهه الصحيح فإنه قد يقع ويتحقق للعبد، فتتحقق التقوى والهداية والرجوع والتضرع ويقبله الله منهم وينعم عليهم بنعمة التفكّر والتعقّل ليكونوا من أولي الألباب (١).
ومن الأساليب الإنشائية الأعداد و ألفاظ العقود وقد استخدم التعبير القرآني الكريم العدد سبعين وهو المأثور عن العرب في الدلالة على الزيادة قال تعالى: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: ٨٠] وفي الأعداد عموماً قال عزّ من قائل للحث على الإقبال على ما عنده: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٦١].
ومنها رُبّ وربما وكم الخبرية: ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ [الحجر: ٢].
(١) ينظر تفسير النيسابوري (غرائب القرآن ورغائب الفرقان) (١/ ١٨١)، والسراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير (١/ ٤٨٥، ٥٥٣).