على تحصيل أسباب الرحمة والقبول، وطاعة الله و رسوله أولى الأسباب (١) وهي طريقة القرآن حتى لا يصيب العبد الغرور والاتكال. قال تعالى حكاية عن صالح ﵇ يرجو قومه ويحثهم على الاستغفار والتوبة حتى يتقبلهم الله فيمن رحم ولا يعذبهم: ﴿قَالَ يَاقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [النمل: ٤٦]. أي هلاّ استغفرتموه ليرحمكم (٢).
الأول: أن الترجي راجع إلى العباد لا إلى الله تعالى إطماعاً لهم للحصول على ذلك الفضل، وليبيّن لهم أسباب تحقيقه، والنتائج المترتبة عليه وهو القبول في نهاية الأمر والرفعة عند الله.
والثاني: لبيان أن تحصيل مراتب التقوى والهداية والشكر ليست بموجبة على الله إنما هي محض