للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ [العنكبوت: ٥٨]. وفي امتداح العبد قال تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾

[ص: ٣٠]. وكذلك الأمر في ذم غير المقبولين وذم صفاتهم وما يئول إليه مصيرهم يوم القيامة قال تعالى في ذمّ فرعون وقومه: ﴿وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾ [هود: ٩٩]. وقال في ذم ما أعد لأهل النار: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [الكهف: ٢٩].

وذم الفسق: ﴿بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الحجرات: ١١].

والمتأمل في أسلوب الترجي في القرآن الكريم يجد معنى توقع المحبوب أو الإشفاق من حصول المكروه، ومع أن الترجي بلعل وعسى في القرآن محقق الوقوع لأن الله تعالى عالم الغيب والشهادة، ولا يجوز عليه الاحتمال لأنه مناف لعلم الغيب (١) فإن الغرض منه التوجيه والحثّ


(١) ينظر تفسير البحر المحيط (١/ ١٥٥)، قال القرطبي: عسى من الله واجبة في جميع القرآن إلا قوله تعالى ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ﴾ [التحريم: ٥] ينظر تفسير القرطبي (٣/ ٣٩).

<<  <   >  >>