يخبر القرآن الكريم بأن المكذبين الضالين، سيأتي عليهم وقت يتمنون فيه أنهم كانوا مسلمين، وذلك حينما يعاينون سوء العذاب ويذوقون شديد العقاب. " ربما .. ولكن حيث لا ينفع التمني ولا تجدي الودادة .. ربما .. وفيها التهديد الخفي، والاستهزاء الملفوف وفيها كذلك الحث على انتهاز الفرصة المعروضة للإسلام والنجاة قبل أن تضيع، ويأتي اليوم الذي يودون فيه لو كانوا مسلمين فما ينفعهم يومئذ أنهم يودون! "(١).
ومن النهج القرآني استخدام (كمْ) الخبرية للدلالة على الكثرة كما في قوله: ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ﴾ [الأنعام: ٦] لافتاً الأنظار إلى مصارع الأقوام السابقة، الذين أهلكهم الله بسبب ذنوبهم، وما أكثرهم، وما أشدّ غفلتهم حيث لم يرعوُوا ويتعظوا. فالذنوب مَهلكة، وهي من أسباب المحق، فبعد أن ازدهرت حياتهم وأمدّهم الله من أسباب القوة، والنعم الوفيرة، كانت العاقبة أن أباد خضراءهم، وقطع دابرهم، بعد عنادهم وإعراضهم عن الحق، فهل من معتبِر؟.