للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الدنيا والآخرة بما يكرمهم به الله سعادة قلبية وطمأنينة بال، وسكينة نفس في الدنيا ثم سعادة الجنة دار الخلود (١).

٨ ــ أوجب لهم الجنة: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [الرعد: ٢٤]. ويُفرِغ الله تعالى على قلوب الصابرين الطمأنينة والسكينة، وفي لفظ ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ ما يشعر بالحفاوة بهم وبإشاعة السلام والتحية بينهم حيث تسلّم عليهم الملائكة وتبشّرهم بالفوز بعد امتحان الشدة، والنجاح باجتياز المحنة، وقبولهم قبول سلامة من العذاب، ونجاة من العقاب، ورفعة وفضل على الصبر والاحتساب، فنعم العاقبة لهم الجنة (٢).

٩ ــ يورثهم الهداية والإمامة قال ابن القيم سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين" (٣) تصديقاً لقوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِئَايَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: ٢٤]. فالصبر يقود للرئاسة في الخير، وتتعدى بركات حسناتهم إلى غيرهم، وتتدفق ينابيع علمهم لينهل منها الظِّماء.


(١) ينظر غرائب التفسير للكرماني (٢/ ١٠٤٤)، وتفسير ابن جزي (٢/ ٢٤١)، وتفسير ابن كثير (٧/ ١٨١).
(٢) ينظر تفسير السمر قندي (٢/ ٢٢٥)، وتفسير الوجيز للواحدي (١/ ٥٧١).
(٣) ينظر مدارج السالكين (٢/ ١٥٣).

<<  <   >  >>