للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتشع نجوم هدايتهم ليسترشد بها التائهون. فالإمامة في الدين أشرف المراتب، ومنقبة من أجل المناقب. لم ينالها هؤلاء صباحةً ولا وجاهةً وإنما طاعةً لربهم وولاية (١).

فأهل الصبر في القرآن مراتبُ ثلاث (٢):

١ - الصابر: وهي أعم مراتب الصبر وأوسعها: ﴿وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ﴾ [الحج: ٣٥].

٢ - المصطبر: وهو المثابر المجاهد نفسه على الصبر الإرادي الذي يستدعي مجاهدة الغير والصبر عليهم، وقال الطاهر بن عاشور: "والاصطبار شدّة الصبر على الأمر الشاق لِأَنَّ صِيغَةَ الِافْتِعَالِ تَرِدُ لِإِفَادَةِ قُوَّةِ الْفِعْلِ" (٣).

قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: ١٣٢] فالصلاة تكاليف تتعلق بمجاهدة النفس وحث الغير والصبر عليهم والمداومة على ذلك.


(١) ينظر تفسير الطبري (٢٠/ ١٩٤)، وتفسير السمر قندي (بحر العلوم) (٣/ ٣٩).
(٢) وزاد ابن القيم وغيره من اللغة و السنة مرتبة المتصبّر والصبور انظر مدارج السالكين ص: ٣٥٥، وبصائر ذوي التميز (٣/ ٣٧٨).
(٣) التحرير والتنوير (١٦/ ١٤٢).

<<  <   >  >>