فيها لا يحجبهم عن طاعة ربهم متاع زائل، ولا شغلٌ شاغل، ولا يحولهم عن الله حائل (١).
٦ ــ إطلاق البشرى لهم: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: ١٥٥]. بشرى في الدنيا بالفرج وانقشاع الغمة وبشرى في الآخرة بالغفران، وحلول الرضوان، وبالثواب على الصبر وقوة الإيمان، و بالعِوض عمّا فقدوا، وبما يحبون على ما صبروا، فهي بشريات تتالى، وعطايا تترادف، قال الطبري:" وأصل التبشير: إخبار الرجل الرجلَ الخبرَ، يَسرّه أو يسوءه، لم يسبقه به إلى غيره "(٢).
٧ ــ ما يلقى العمل الصالح والحظوظ العظيمة إلا أهل الصبر: ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصلت: ٣٥]. الصبر خُلقٌ رفيع ومقام سامٍ، لا يقوم بحقه إلا من أكرمه الله ووفقه لحبس نفسه عن سفاسف الأمور، وقهرها إلى معاليها وشيَمها، الذي منّ الله عليه بالحظ العظيم من العقل والحلم والبصيرة، ومن آتاه الله الحظ العظيم من العقل وجميل الخصال في الدنيا فله الحظ العظيم من الجنة في الآخرة. فهؤلاء هم الذين فازوا بالنصيب الأوفر
(١) ينظر تفسير أبي حاتم (٢/ ٤٦١)، وتفسير الطبري (٢٠/ ١٧٩). (٢) تفسير الطبري (٣/ ٢٢١).