لِلْبُرَآءِ الْعَيْبَ (١)، وفي الحديث قِيلَ لِلنَّبِيّ ﷺ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةً تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَّدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:(لَا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)، قَالُوا: وَفُلَانَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَّدَّقُ بِأَثْوَارٍ، وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:(هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)(٢) فالغيبة والنميمة من الكبائر الموجبة للتوبة والمستحقة لعذاب القبر (٣) وسوء الخاتمة عياذًا بالله لقول النبي ﷺ حينما مرّ بقبرين: (إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ)(٤). وإن كان بقي من الحسنات ما لم تفسده السيئات فإنها تُحسب بعد الخروج من النار لأنها من أهل التوحيد ولا يحبط العمل جميعه إلا الكفر. قال ابن تيمية:"وَلَا يُحْبِطُ جَمِيعَ الْحَسَنَاتِ إلَّا الْكُفْرُ. كَمَا لَا يُحْبِطُ جَمِيعَ السَّيِّئَاتِ إلَّا التَّوْبَةُ. فَصَاحِبُ الْكَبِيرَةِ "(٥).
(١) ينظر تفسير البغوي (٥/ ٣٠٣)، وتفسير الطبري (٢٤/ ٥٩٧)، وتفسير السمعاني (٦/ ٢٨٠)، وتفسير ابن جزي (٢/ ٥١٢). (٢) أخرجه البخاري في الادب المفرد، (١/ ٥٤/ ح ١١٩) وقال الألباني: " إسناده صحيح " في السلسلة الصحيحة، (١/ ٨٦/ ح ٤٤٩) ومعنى الأثوار جمع ثور وهي القطعة ولعل المعنى يدلّ على قلة ما تتصدق به. ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٢٢٨). (٣) ينظر إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد للفوزان (١/ ٣٦٣). (٤) ينظر الحديث بتمامه في صحيح البخاري (١/ ٥٣/ ح ٢١٨). (٥) مجموع الفتاوى لابن تيمية (١٠/ ٣٢٣).