قال ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد: كان الرجل لا يناجي الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى يتصدق، وأول من فعل ذلك عليٌّ رحمة اللَّه عليه، تصدق بدينار، ثم ناجى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأُنزلت الرخصة، وكان أول من صنع ذلك (١).
وروى علي بن علقمة الأَنْماري، عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه قال: لما نزلت {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً}، فقال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما ترى، دينارًا؟ " قلت: لا يطيقونه، قال:"فكم؟ " قلت: شعيرة، قال: فقال: "إنك لزهيد"، قال: فنزلت: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا}[المجادلة: ١٣]، قال علي رضي اللَّه عنه: فبي خُفف عن هذه الأمة (٢).
وقال قتادة: ما كانت إلا ساعة من نهار ثم نُسخت (٣).
وقال معمر: كان المسلمون إذا رأوا المنافقين يتناجون شَقّ عليهم، فنزلت {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} الآية [المجادلة: ١٠](٤).
(١) رواه ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٢٠). (٢) رواه الترمذي في سننه برقم ٣٣٠٠، أبواب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة المجادلة، وقال: "حسن غريب". (٣) رواه ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٢١). (٤) رواه ابن جرير في تفسيره (١٢/ ١٦ - ١٧).