حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الأُدْفُوي، قال: أخبرنا أبو الفضل بكر بن محمد بن العلاء القشيري القاضي، قراءةً عليه في منزله بمصر عام إحدى وأربعين وثلاثمائة وأنا أسمع، قيل:
وقرئ:{آمَرْنا}(١)، جعلنا فيها رؤساء وأكثرنا مستكبريها.
وكل قراءة من هذه فعن القراء والتابعين.
فأما من قرأ:{أَمَرْنَا} من الأمر فإنه فسرها: أمرناهم بالطاعة ففسقوا فيها، وهي التي عليها أكثر القراء، وهي أمرنا خفيفة، ويحتمل أمرنا بالطاعة فعصوا، ويحتمل أيضًا أكثرنا.
قال أبو عمر الجرمي (٢): هذا باب ما يجتمع فيه فعلت وأفعلت.
(١) عزا ابن الجوزي في زاد الميسر (٥/ ١٨ - ١٩) قراءة: {أَمَرْنَا} بالتخفيف للأكثرين من القراء، وعزا قراءة {آمرنا} بالمد لنافع، وابن كثير، وابن عباس، وأبي الدرداء، وأبي رزين، والحسن، والضحاك، ويعقوب، وقراءة {أمَّرنا} لأبي عمرو، وأبان عن عاصم، وأبي العالية، والنخعي، والجحدري. (٢) هو صالح بن إسحاق، الإمام في النحو، توفي ٢٢٥ هـ، انظر البُلغة للفيروزآبادي (ص ١١٣).