قال أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله عز وجل:{تَسْتَأْنِسُوا} إنما هو: تستأذنوا وتسلموا على أهلها، وقال: غلط الكاتب (١).
وقال جماعة من المفسرين من مجاهد، وعطاء، وغيرهم نحو ذلك، ولم يذكروا غلط الكاتب (٢).
وقال بعضهم:{تَسْتَأْنِسُوا} هو: أن يعلم الداخل أن المدخول عليه لا يكره دخوله، وهذا أصح في المعنى، أن يكون الاستئناس أليقه بالمقصود.
[[وجوب الاستئذان]]
ومع ذلك، فلا بد من الاستئذان، ألا ترى أن ابن عباس روى أنه قال لعمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-: مَن اللتان تظاهرتا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقال له: عائشة، وحفصة، ثم قصَّ عمر القصة، فذكر أنه أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو في مَشْرُبة (٣)، وغلام أسود واقف، فقال له عمر: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج فقال: قد ذكرتك له فصمت، فعل ذلك ثلاثًا، فلما ولَّى عمر اتَّبعه الغلام فقال: قد أذن لك، وذكر القصة بطولها (٤)، ومع ذلك فإن أبا موسى الأشعري استأذن
(١) رواه ابن جرير في تفسيره (٩/ ٢٥٦). (٢) ورواه ابن جرير في تفسيره (٩/ ٢٩٧)، عن إبراهيم وقتادة. (٣) المشربة: قال في النهاية (٢/ ٤٥٥): "بالضم والفتح، الغرفة". (٤) متفق عليه، رواه البخاري في صحيحه برقم ٢٤٦٨، كتاب: المظالم والغصب، =