وقال يعلى بن عطاء: لما قال الوليد بن المغيرة لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما قال رجع مُغْتَمًّا، فاستلقى وتغطى بثوبه، وجعل يتفكر، فجاءه جبريل عليه السلام فقال: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}، قال: لا تلبسها على ما كنت تفكر، {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}.
وقال مجاهد:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}، قال: لستَ بكاهن ولا ساحر، فأعرض عما قالوا (٣).
وقال الزهري: فتَر عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَتْرة فحزن، فجعل يغدو مِرارًا إلى رؤوس شواهق الجبال ليَترَدّى منها، فكلما أَوْفى بِذِرْوَة الجبل تَبَدّى له جبريل عليه السلام فيقول: إنك نبي اللَّه فيسكن لذلك جأشه، وترجع إليه نفسُه، فكان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يُحَدِّث عن ذلك قال: "فبينا أنا أمشي يومًا إذ رأيت المَلَك الذي كان يأتيني بحراء، على كرسي بين السماء والأرض، فجَثَيْتُ منه رُعبًا، فرجعت إلى
(١) رواه ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٢٩٧). (٢) ممن قاله: ابن عباس وفتادة، يُنظر تفسير ابن جرير (١٢/ ٢٩٧). (٣) رواه ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٢٩٩).