١٧ - قال اللَّه عز وعلا:{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}
هذه الآية نزلت في إسقاط الجهاد عن المذكورين في الآية، دون سائر الأعمال، وأختها في القرآن:{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، فاستثنى فيها {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}[النساء: ٩٥].
ونزلت هذه الآية بسبب ابنِ أمِّ مَكتوم (١).
وقال زيد بن ثابت: فإني لأكتب حتى نزل {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، فأمرني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن ألحِقَه (٢).
* * *
(١) متفق عليه، رواه البخاري في مواضع منها رقم ٢٨٣١، كتاب: الجهاد والسير، باب قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ}؛ ومسلم برقم ١٨٩٨، كتاب: الإمارة، باب: سقوط فرض الجهاد عن المعذورين (ط عبد الباقي)، عن البراء بن عازب رضي اللَّه عنه قال: لما نزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، دعا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- زيدًا، فجاء بكتف فكتبها، وشكا ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}. (٢) حديث زيد رواه البخاري في مواطن من صحيحه منها برقم ٢٨٣٢، الموضع السابق.