قال الزبير بن العوام: لما نزلت {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال الزبير: يا رسول اللَّه، أي نعيم، وإنما هما الأسودان: الماء والتمر؟ ! قال:"إن ذلك سيكون"(١).
يعني -واللَّه أعلم- ما فتح اللَّه عليهم من الدنيا.
وقال جابر بن عبد اللَّه: جاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ومعه أبو بكر وعمر، فأتيناهم برُطب وماء، فأكلوا وشربوا، ثم قال:"هذا من النعيم الذي تسألون عنه"(٢).
هذا ما لا يُنكَر، الرُّطَب والماء البارد من أجَلِّ النعيم.
وقال يزيد بن رومان: خرج رسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المسجد فجاءه أبو بكر وعمر وعلي رحمهم اللَّه، قال عبد الرحمن: وأنا أشك في عثمان رضي اللَّه عنه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما أخرجكم؟ "، قالوا: الخمص، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وأنا، فاذهبوا بنا إلى أبي الهيثم بن التَّيهان"، فذهبوا إليه فدقوا باب النخل، فجاءت امرأته لتفتح لهم، فلما رأت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رحّبَت به وسَهّلت، ثم فتحت ودخلت في عريشها، فقال لها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أين صاحبك؟ " قالت: ذهب يَسْتَعذِب لنا من الماء، فلم نلبث أن جاء بقُلَّة يحملها، فلما رأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قام فَجَدّ عرقًا فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لم جددته؟ " فقال: يا رسول اللَّه، فيه التمرة
(١) رواه الإمام أحمد في مسنده برقم ١٤٠٥، والترمذي في سننه برقم ٣٣٥٧، أبواب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة ألهاكم التكاثر. (٢) رواه الإمام أحمد في مسنده برقم ١٤٦٣٧ و ١٤٧٨٦ و ١٥٢٠٦.