٢ - أخبرنا إسماعيل قال: أخبرنا يحيى بن عبد الحميد، قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: صلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى بيت المقدس بعد مَقدمه المدينة ستة عشر شهرًا، فأنزل اللَّه:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} إلى آخر الآية، قال البراء: فمرَّ علينا شاب، فقال: إن اللَّه قد صرف نبيه إلى القبلة، وقد صلينا ركعتين، فانصرفنا فصلينا ركعتين إلى القبلة (١).
قال القاضي -رضي اللَّه عنه-: وكان النبي صلى اللَّه عليه يحب أن يصرفه اللَّه إلى الكعبة حتى صرفه اللَّه إليها، وقال له:{فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.
وأما قوله:{شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} فالشطر هاهنا: تلقاءه، قِبَلَه، قال ذلك: علي -رضي اللَّه عنه-، والبراء، وأبو العاليه (٢). وقال مجاهد: نَحْوَه. وقتادة، وزيد بن أسلم: قَصْدَه.
(١) متفق عليه، رواه البخاري برقم ٤٤٨٦، كتاب: التفسير، باب: قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ}، ومسلم (٢/ ٦٥ - ٦٦)، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة، بألفاظ مختلفة. (٢) الرواية عن علي -رضي اللَّه عنه- أخرجها ابن أبي حاتم (١/ ٢٥٤)، والرواية عن البراء أخرجها ابن جرير (٢/ ٢٤)، وابن أبي حاتم (١/ ٢٥٤)، وعن أبي العالية أخرجها ابن جرير (٢/ ٢٣)، وابن أبي حاتم (١/ ٢٥٤) كما روي نحو هذا القول عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- من الصحابة، وعن مجاهد، وقتادة، والربيع، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وابن زيد، انظر المصادر السابقة.