٢٨٠ - قال اللَّه عز وجل:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}
[إنظار المُعْسِر]
وقال قوم من المفسرين منهم شريح: إن هذه الآية في الربا (١).
وقال آخرون: إنها في كل ذي عُسرة (٢).
فأما شريح ومن قال بقوله، قالوا ذلك لأنه يعقُب ذكر الربا، فظنوا أنه فيه.
قال سيبويه: الربا قد أسقطه اللَّه وأنظَره، فكيف يكون فيه نظِرة؟ وإنما النظِرة في رأس المال، واللَّه تبارك وتعالى يقول:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[النساء: ٥٨].
والقراءة:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} إنما تقع هي بالرفع، فلما كانت كذلك، عُلم أنه لم يَعْن بها صاحب الربا، لأنه لو كان عنى بها صاحب الربا لقيل:(وإن كان ذا عُسرة)، أي: إن كان الذي عليه الربا ذا عسرة، فلما قيل: {وَإِنْ كَانَ ذُو
(١) رواه ابن جرير في تفسيره (٣/ ١١٠)، وروي أيضًا عن ابن عباس من الصحابة، والضحاك، وإبراهيم وابن عمير بن عبيد وغيرهم، انظر تفسير ابن جرير (٣/ ١١٠ - ١١٢)، وتفسير ابن أبي حاتم (٢/ ٥٥٢). (٢) ممن قال به: الضحاك وعطاء، انظر تفسير ابن جرير (٣/ ١١٢)، وتفسير ابن أبي حاتم (٢/ ٢٥٢).