وقد قال: اللَّه تبارك وتعالى حَيِيٌّ كريم، يُكَنِّي عما شاء، وإن الرَّفَث، والمباشرة، والتغَشي، والإفضاء: الجماع.
وقاله ابن مسعود، وابن عمر، وابن المسيب، وعطاء، ومجاهد، وقتادة، ولم تختلف الرواية فيه، إلا ابن عباس في قوله:{وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} قال: ليلة القدر، روى ذلك عنه أبو الجوزاء وحده (٣).
وروي عن زيد بن أسلم: أن الأكل والجماع كانا محرَّمَين لقوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وكان هذا قد كتب على الذين من قبلنا، إلا أنه ذكر أن ذلك في صيام الأيام من كل شهر، فلما نزل رمضان أَجرَوه مَجراه.
فأما قوله:{وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}: إنه الولد.
وقال [ابن](٤) زيد: الجماع.
وقد يحتمل وجهًا ثالثًا وهو: ما كتب اللَّه لكم من الثواب، واللَّه أعلم بما أراد من ذلك (٥).
وأما ما قاله ابن عباس: ليلة القدر، فحسن أيضًا.
(١) راجع تفسير ابن جرير للآية (٢/ ١٦٩) وما بعدها، وتفسير ابن أبي حاتم (١/ ٣١٥ - ٣١٧). (٢) تفسير ابن جرير (٢/ ١٦٥ - ١٦٦)، وتفسير ابن أبي حاتم (١/ ٣١٥). (٣) رواه ابن جرير في تفسيره (٢/ ١٧٦)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١/ ٣١٧). (٤) ساقطة من الأصل، ومستدركة من المصادر. (٥) انظر هذه الأقوال عند ابن جرير (٢/ ١٧٥ - ١٧٦)، وابن أبي حاتم (١/ ٣١٧).