للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - دوام الثناء عليه، وحمده واللهج بذكره بالجنان واللسان والجوارح.

٥ - وألا يستعملها فيما يكره (١).

ومن شُكر الله على توفيقه للحسنة أن يأتي العبد بأخرى، وهلمّ جرا، فإن ترادُف الحسنات دليل الشكر المتبادل; فمن الله التوفيق والسداد، ومن العبد العمل باجتهاد، وبهذا يكون الشكر في تقدّم وازدياد، قال الشاعر محمود الورّاق:

إذا كان شكري نعمة الله نعمة … عليّ له بمثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله … وإن طالت الأيام واتصل العمر

ومن أعظم ما يدنو به العبد إلى تحقيق درجة الشكر هو التوجه إلى الله بالكلية قدر المستطاع عند بلوغ سن الأربعين وهو ما نستنبطه من قوله تعالى:

﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ١٥ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ


(١) ينظر مدارج السالكين (٢/ ٢٣٤).

<<  <   >  >>