للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: ٣٣].

وإذا كانت الدعوة إلى الله هي سبيل إقامة الدين، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سبيل الحفاظ عليه بين من دخلوا فيه فهما بنفس المنزلة من الله تعالى فكل من أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر فقد دعا إلى الله بشكل من الأشكال، وهي جميعاً أحسن الأقوال على الإطلاق، وأحسن عمل مجتمعي ينشر في الناس، وأصحابها بأحسن منزلة عند الله وأرفعها، وقد ورد الحث عليها بهذا اللفظ في ثمان آيات منها قوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: ٧١] فبين الله تعالى أن من الخواص التي يتميّز بها عباده المؤمنين، التعاون على البرّ والتقوى والتواصي بالحق والصبر وعلق الفلاح على ذلك فقال: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٤].

كما ورد في القرآن الحث عليه بمعان أخرى متقاربة ومنها ما جاء في سورة العصر: ﴿وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ فجعله من التواصي بالحق والصبر قال المفسرون: وَأَوْصَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالصَّبِرِ عَلَى الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ، وعَلَى

<<  <   >  >>