وأصل الخشوع الحاصل في القلب، إِنَّمَا هو من معرفة الله، واستشعار عظمته وجلاله وكماله، واستحضار معيته ومراقبته فمن كان بالله أعرف كان له أذلّ وأخشع (٢).
والخشوع مستلزم للين القلب مناف لقسوته متضمّن لعبودية الله، ومن هنا كان الخشوع من موجبات القبول ومن أسباب الارتقاء في مراقيه ودرجاته، فهو عبادة مختصة بجلال الله وتعظيمه ومهابته وهو ما يستجلب محبته والقرب منه، ونمو الخشوع وزيادته إنما يكون بمداومة المراقبة على النفس، وطول النظر في آفاتها وعيوبها ونقائصها من الكبر، والعجب، والرياء، وضعف الصدق، وقلة اليقين، وتشتّت النية، وعدم إيقاع العمل على الوجه الذي يرضاه العبد لربه وغير ذلك من عيوب النفس (٣).
(١) الإيمان لابن تيمية ص: ٢٦. (٢) ينظر مجموع رسائل ابن رجب (١/ ٢٩٣). (٣) ينظر الإيمان لابن تيمية ص: ٢٦، والتوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص: ٤٦.