ج - ضلالة منشؤها العلوم الحديثة الوافدة: التي دخلت بلاد المسلمين في ظل أحداث العصر الحديث ومشكلاته التي جثمت على القلوب فأسقمتها، وأضعفت صمود كثير من الناس أمام معترك الحياة، فأفرزت بطالة وقلقاً وأدواءً شتى وبات الناس يتلهفون لأي شاردة أو واردة تخرجهم مما هم فيه بعد بعدهم عن النهج الأقوم، فوقع البعض كالفريسة تتصيدها العوافي، وتفتك بها الأوهام. وفي ظل تلك الظروف وما تموج به بلاد المسلمين من فتن وفرَق، ومع استشراء آفة الجهل بالدين، ظهرت تلك العلوم محمّلة بطقوس غريبة من الشرق والغرب، لتكفكِف الدموع المحزونة، والصيحات الملهوفة، والهموم المتراكمة، ومن ذلك الادعاء بقوة العقل الباطن، والقدرة على التغيير في القدَر والتحكّم في أمور المستقبل وغير ذلك مما سبق الإشارة إليه في المطلب الأول من سمات المقبولين (١).
* * * *
(١) ينظر أصول الإيمان بالغيب وآثاره للدكتور فوز كردي ص: ٤٣٦. وانظر سمات المقبولين من هذا البحث ص: ٨٤