مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: ٢٥] أي هو وحده الذي يقبل التوبة ويردّها فاقصدوه بها، ووجهوها إليه (١).
وقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ﴾ [الرعد: ٣٠] أي هو وحده الذي يَقبل التوبة فينبغي أن يُتاب إليه، ويُطلب العفو منه، وكما أن التوبة والعفو والمغفرة بيد الله وحده، فبدهيّ أن قبول العمل كلّه بيده وحده يتقبّل من يشاء وما يشاء فيحبّه ويقرّبه، ويردّ من يشاء وما يشاء ولا رادّ لحكمه ولا معقّب لأمره.
فقد يكون العمل في ذاته صحيحاً، وموافقاً للشرع، ولا يقبله الله لعلّة في صاحبه، لذلك فإن من مأثور الدعاء سؤال الله تعالى القبول، وكما جاء حكاية عن النبيين الكريمين إبراهيم وإسماعيل عند أدائهما لطاعة وهي بناء الكعبة سألا ربهما القبول في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٧]. والآية دالة على استحباب الدعاء بقبول الأعمال عند البدء وبعد الفراغ. فسؤال النبيين ربهما القبول كان حينما شرعا في رفع القواعد بدليل قوله: ﴿وَإِذْ﴾ للمضيّ في الأمر وهي إشارة بدء