للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاستفهام بمعناه الأساس وهو السؤال عن مجهول، لا يجوز على الله فالله تعالى عالم الغيب والشهادة، ولكنه في القرآن يأتي لأغراض مختلفة تشير في مجملها إلى تحقيق الغاية المطلوبة وهي الفوز بالرضوان، ونيل أسباب التقبّل والغفران، سواء بالإنكار على من ابتعد عنه وتوبيخه وتقريعه والترهيب من فعله، أو بالحض عليه والترغيب فيه.

ومثال الإنكار والنفي قوله تعالى: ﴿أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ

بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ﴾ [الأعراف: ١٩٥] (١).

ومثال التوبيخ والتقريع والتضجّر كقوله: ﴿أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الأنبياء: ٦٧] (٢).

ومثال الحض والترغيب قوله تعالى: ﴿أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ

لَكُمْ﴾ [النور: ٢٢].

ومن أساليب الإنشاء النداء: وهو طلب الإقبال على الداعي (٣). وقد وظف التعبير القرآني الكريم أسلوب النداء لطلب الإقبال على الله، وعلى خيري الدنيا والآخرة، وذلك بتوجيه النداء


(١) ينظر إعجاز القرآن ومعترك الأقران للسيوطي (٢/ ٦٣)، والتفسير الوسيط للقرآن الكريم (٣/ ١٥٦٧).
(٢) ينظر تفسير ابن جزي (٢/ ٢٥)، وفتح القدير للشوكاني (٣/ ٤٨٩).
(٣) ينظر الإتقان في علوم القرآن ص: ٦٤٤.

<<  <   >  >>