للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن ذكر الشهادتين خالصا من قبله (١) وقياساً على ذلك الاستغفار، فالشهاد ة على أي حال متضمنة للرجوع إلى الله والاعتراف له بالوحدانية. وكما قال أحد السلف: إن استغفارنا هذا بحاجة إلى استغفار. فالاستغفار المطلوب هو ما صدقت فيه النية وواطأه اللسان، وحصل فيها طلب العفو الصادق من المنان، فيشعر فيه المستغفر بتعظيم للغفار واعتراف بما أتى من تعد لحرماته. ولذلك قال النَّبِيِّ : (سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ) قَالَ: (وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ) (٢)

ومعنى الاستغفار: طلب المغفرة من الله تعالى وذلك بالإجابة باللسان، ثم الإنابة بالجنان، ثم المداومة عليهما (٣).


(١) ينظر جامع المسائل لابن تيمية (٦/ ٢٧٨)، ومجموع الفتاوى (٧/ ٤٨٨).
(٢) أخرجه البخاري، (٨/ ٦٧/ ح ٦٣٠٦).
(٣) ينظر تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل (٢/ ٤٨٩)، والطبري (١٢/ ٣١٢). والثعلبي (٥/ ١٧٤).

<<  <   >  >>