وينبغي الإشارة إلى أن التوبة والإكثار منها لا يشترط أن تكون عند إحداث الذنب فحسب، بل التوبة مطلوبة على الدوام للعاصي والمطيع وتجديد التوبة صفة التوابين، فعمل العبد لا يخلو من تقصير، و نوايا العباد قد يشوبها شيء من حظوظ الدنيا، وقد لا ترقى العبادة في أدائها لتناسب قدر المعبود ﷻ فيحسن الاستغفار والتوبة على الدوام (٢) قال تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: ٣١].
وقيل التوبة سبع مراتب:" توبة الكفار من الكفر، وتوبة المخلطين من الذنوب الكبائر، وتوبة العدول من الصغائر، وتوبة العابدين من الفترات، وتوبة السالكين من علل القلوب والآفات وتوبة أهل الورع من الشبهات، وتوبة أهل المراقبة عن الغفلات"(٣).
* * * *
(١) أخرجه مسلم في صحيحه (٤/ ٢١٠٣/ ح ٢٧٤٤). (٢) ينظر تفسير ابن رجب (روائع التفسير) (٢/ ١٦٧)، والبحر المحيط في التفسير (٨/ ٣٧). (٣) كتاب التوحيد المسمى بـ «التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد» للحملاوي ص: ٢٤٩.