للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو توكل الأنبياء والصالحين وهو الذي يحبه الله ويرفع أهله في أعالي الدرجات.

٢ - توكل المؤمنين: من يتوكلون على الله في استقامة النفس وحفظ الحال. وهو توكل يقبله الله ويجازي عليه بقدر توكل صاحبه.

٣ - توكل العامّة و من دونهم: فمنهم من يتوكل على الله في الرزق بأنواعه، والله يجازي عليه بقدر توكل صاحبه، ولكنه توكل ناقص فالتوكل يعلو بحسب علو همّة صاحبه، فمن الناس من يتوكل في إقامة الدين، ومنهم من يتوكل في طلب الرغيف والطحين، والمطلوب التوكل على الله في كل آن وحين.

٤ - توكل المفرّطين: وهو توكل المفرطين والجهلاء فقد بلغ بهم جهلهم أنهم يتوكلون على الله في حصول الإثم والفواحش فيستعينون بالله على المعاصي، ويلقون بأنفسهم في المهالك معتمدين على الله أن يسلمهم ويحفظهم وقد قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: ١٩٥] (١). ومن صدق توكله على الله في حصول شيء فإنه يناله، فإن كان هذا الشيء مما يحبه الله ويرضاه انتفع بتوكله من جهتين: في نيل ما توكل فيه و في العاقبة المحمودة بسبب توكله فيما يرضي الله. وإن كان الأمر مباحاً حصلت له بتوكله منفعة التوكل فقط وتيسير الحصول عليه.


(١) ينظر أسماء الله الحسنى لابن القيم ص: ٤٦٤.

<<  <   >  >>