للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد خص الله الصابرين بمزيد من الثناء، وأفاض القرآن في ذكر الصبر وعاقبة الصابرين، وبشّرهم بالعديد من علامات القبول التي تظهر جلية عند التأمل في نصوص الكتاب الكريم ومن ذلك:

١ ـ أنه أوجب لهم محبته بقوله: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٦] والمحبة من الله تدلّ على الرضا عن المحبوب، ومحققة للمغفرة للذنوب (١).

٢ ــــــ أثنى عليهم فقال سبحانه: ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٧٧]. فالذين ابتلاهم الله بالفقر فرضوا، وبالأدواء فحمدوا، وبالقتال والسيوف على رؤوسهم فثبتوا، فهؤلاء الذين صدقوا في إيمانهم (٢)، وواطأت قلوبهم أفعالهم. وتنبئ خاتمة الآية ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ عن وعد وتكريم حيث تلقوا البلاء بالصبر، والأمر بالطاعة، فكان اعتراف من ذي الجلال لهم بتقواه، والخوف منه، فطمأنهم وأجارهم وبشّرهم بنيل ما صَبت إليه نفوسهم من البعد عن عذابه، وتفَيُّءِ ظلال أمنه وثوابه (٣).

٣ ــــــ بشرهم بمعيته الخاصة لهم بالنصر والتأييد فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا


(١) ينظر شرح العقيدة الواسطية للعثيمين (١/ ٢٥١).
(٢) ينظر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي (١/ ١٤٦).
(٣) ينظر تفسير ابن كثير (١/ ٣٥٧)، وتفسير ابن رجب الحنبلي (روائع التفسير) (١/ ٣٦١).

<<  <   >  >>