وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾ [غافر: ٥٢] وبناء على ما هو معلوم من الدين فإن اللعن من الله تعالى على درجات فمنه الماحق والمانع للقبول بالكلية كلعنهِ إبليس وطرده من رحمته، ولعنهِ الكافرين والمشركين، ثم هناك اللعن المؤخِّر لقبول الحسنات وهو لعصاة الموحّدين، الموجب للنقمة والحسرة عياذًا بالله، فيُحمل هذا التهديد على طول المكث إن أنفذ الله الوعيد، فيبقى في تلك اللعنة يمكث في بوارها إلى ما شاء الله ثم يخرج بعفو الله (٢). وقد قال تعالى في عقوبة القذف: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: ٢٣] فرمي المحصنات من كبائر الذنوب، ومن أكبر الذنوب ما
(١) تفسير السعدي ص: ١١٣، وانظر التفسير الوسيط (٩/ ٩٧٢)، وتفسير العز بن عبد السلام (٣/ ١٩٩). (٢) بين ابن تيمية أن لعن زوجات الرسول ﷺ يستوجب اللعن الذي لا توبة منه أما لعن إحدى المحصنات غيرهن فتقبل توبته إذا تاب وقال "فهذا ابن عباس قد بين أن من لعن هذه اللعنة لا توبة له واللعنة الأخرى أبلغ منها". الصارم المسلول على شاتم الرسول ص: ٣٣٨. يظهر من ذلك أن هناك لعن أبلغ من لعن. واللعن للمؤمن على الكبيرة إنما يراد به المكث الطويل وليس الخلود وقد يراد به الوعيد والتهديد والله له المشيئة المطلقة في إنفاذه من عدمه أو قد يكون سبباً لكفره في مستقبل أمره فيكون مآله إلى النار. ينظر شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين ص: ٢٦٢.