بالآية الكريمة أنه سبحانه حكم بالخسران المطلق لمن ألهاه ماله وولده عن الصلاة والخسران المطلق لا يحصل إلا للكافرين، فإن المسلم لو خسر بذنوبه ومعاصيه فآخر أمره إلى الربح" (١) وذلك بعد المؤاخذة وهي الخسران الجزئي- إن صح التعبير - إن لم يتب أو يعف الله عنه.
وقال السعدي: "فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فالسيئات تبطل ما قابلها من الحسنات، وفي هذه الآية مع قوله تعالى ﴿وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ [محمد: ٣٣] حث على تكميل
(١) الأدلة على كفر تارك الصلاة، كتاب التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لسليمان بن عبد الوهاب ص: ١١٢. (٢) "ومذهب أهل السنَّة أنها لا تحبط إلا بالكفرِ، ويتأول حبوط عمل هذا على أنه أسقطت حسناته في مقابلة سيئاته" أصول الإيمان للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص: ٤٧، وهو ما يراد به في هذا البحث بأنه قبول إجزاء لا قبول إثابة. (٣) تفسير الطبري (٢١/ ٣٤٢)، و قال البغوي: "أن تحبط حسناتكم " تفسير البغوي (٤/ ٢٥٣)