"وقال معروف (١): إذا كنت لا تحسن تتقي: أكلت الربا. وإذا كنت لا تحسن تتقي: لقيَتْك امرأة فلم تغض بصرك. وإذا كنت لا تحسن تتقي: وضعت سيفك على عاتقك أي: شهرت سيفك وقاتلت في الفتنة"(٢).
فالله تعالى أمر عباده بطاعته، ووعد من امتثل أمره برضوانه وبجنته، توعّد من خالف أمره بسخطه ونقمته. والتقوى لا تحصل بالأعمال الظاهرة إنما تكون بما يقع في القلب من تعظيم الله وخشيته (٣)، ولذلك قال الرسول ﷺ:(التَّقْوَى ههُنَا) ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (٤).
فالعباد المتقون هم الذين يتقون الله في كل شيء ويقدّمون مخافته عند كل عمل.
فأولئك يقدّمهم الله يوم القيامة على غيرهم ويرفع منزلتهم فوق منزلة الآخرين كرامة لهم من الله وتشريفاً قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الْحُجُرَاتِ: ١٣] أي "أَكْرَمُ الْمُؤْمِنِينَ
(١) مَعْرُوف بن فَيْرُوْزٌ الْكَرْخِي البَغْدَادِيُّ أَبُو مَحْفُوظ من أعلام العباد والزهاد من أهل الْعرَاق و من رُفَقَاء بشر بن الْحَارِث، كان الإمام أحمد ابن حنبل في جملة من يختلف إليه، مَاتَ مَعْرُوْفٌ سَنَةَ مائَتَيْنِ. ينظر الثقات لابن حبان، (٩/ ٢٠٦)، وسير أعلام النبلاء (٨/ ٨٦)، والأعلام للزركلي (٧/ ٢٦٩) .. (٢) روائع التفسير لابن رجب (١/ ٣٦٤). (٣) ينظر هامش صحيح مسلم، شرح محمد فؤاد عبد الباقي، (٤/ ١٩٨٦). (٤) جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه، باب تحريم ظلم المسلم، (٤/ ١٦٩/ ح ٢٥٦٤).