للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - صنف المقتصدين: وهم الذين اقتصروا على أداء الفرائض واجتناب المحرمات. وهؤلاء همهم أن يتفادوا التعرض للنار، ولو بالاقتصار على ما يسقط المساءلة ويجنب العقوبة بالنار ولو كانت أدنى عقوبة؛ وهذا لعمر الله فلاح عظيم لمن أفلح في تحقيقه، ولهذا قال النبي للأعرابي

الذي أراد الاكتفاء بالأركان: (أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ) (١). ففلاحه هنا فلاحان: الأول: لنجاته من النار. والثاني: لقيامه بما يسبب له دخوله الجنة دون سابقة عذاب، ولا سابقة حساب إلا حسابًا يسيرًا، وهو عرض أعماله عليه، ثم ينقلب إلى أهله مسرورًا (٢).

وللمقتصدين في القرآن مسميات مختلفة فبعضهم أفضل من بعض وهم متفاوتون في الصلاح والدرجات، وقد أشير إليهم بلفظ: ﴿مُقْتَصِدٌ﴾ [فاطر: ٣٢] ﴿الْأَبْرَارَ﴾ [الانفطار: ١٣]، ﴿أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ [الواقعة: ٩١]، ﴿أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [الواقعة: ٨]، ولهم الدرجات الوسطى من الجنة (٣).

٣ - صنف السابقين بالخيرات: وهم الذين أضافوا على فعل المقتصدين التقرب بالمستحبات وتجنب المكروهات. وعمروا دنياهم بالمزيد من الصالحات.


(١) صحيح البخاري (١/ ١٨/ ح ٤٦)، ومسلم، كتاب الإيمان، (١/ ٤٠/ ح ١١).
(٢) ينظر معارج القبول بشرح سلم الوصول (٣/ ١٠٠٨).
(٣) ينظر طريق الهجرتين وباب السعادتين ص: ١٩٣، أما إن أطلق لفظ (أصحاب اليمين) و (أصحاب الميمنة) (وعباد الله) فإنه يعم.

<<  <   >  >>