للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمنطق العقل: ﴿اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْئَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ وهُداهم واضح في طبيعة دعوتهم. فهم يدعون إلى إله واحد. ويدعون إلى نهج واضح. لا خرافة فيه ولا غموض (١).

ثم عاد يتحدث إليهم عن نفسه وعن أسباب إيمانه ويقلّب لهم وجوه الحقيقة بأساليب شتى لعل ذلك أن يوقظ فيهم حساً، أو يجلو عن قلوبهم صدأ فيبصرونها كما أبصرها

﴿إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ﴾ في لفظ (بربكم) يناشد فيهم الفطرة التي استيقظت فيه ليوقظهم بالبرهان الفطري السليم (٢).

وهكذا يكشف الحوار عن شخص صادق، ذي سجية مستقيمة، صاحب رسالة واضحة عظيمة، انتفع بها وأراد النفع لغيره، فتقدّم غير آبهٍ للموت في سبيل نفع غيره وفي سبيل إظهار الحق، وإنصاف الحقيقة. ومثل هذا حريٌّ أن يحبه الناس فكيف لا يحبه الله وهو القائل في محكم كتابه: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: ٣٣].

* * * *


(١) ينظر تفسيره البيضاوي (٤/ ٢٦٥)، وتفسير ابن كثير (٦/ ٥٧٠)، وفي ظلال القرآن (٥/ ٢٩٦٣).
(٢) ينظر في ظلال القرآن (٥/ ٢٩٦٣).

<<  <   >  >>