للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كاشفاً الطريق إلى الله، يجلو الظلمات، ويدحض الشبهات (١).

وتشرق في هذه الآية الكريمة: ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ﴾ [التوبة: ٦١]. سمة بارزة للرسول الكريم تتجلى في حسن تعامله حتى مع المنافقين الذين يكيلون له التهم بأنه آلة سمع لا تميز بين المقبول والمردود، لتكشف هذه الآية عن عظيم خُلقه وتردّ افتراءهم بأنه أذُن خير لهم يستمع إليهم في أدب ولا يجبههم بنفاقهم، ولا يرميهم بخداعهم بل يسْمَعُ مَعَاذِيرَهمْ وَيَقْبَلُهَا مِنْهمْ (٢). وهذه السمة لا تكاد تراها في كثير من الناس، وهي استماع خير وصلاح، وقبول للأعذار، لا استماع شر وفساد (٣).

وبالجملة فقد " كان رسول الله أكرم الناس خلقاً، وأوسعهم صدراً وأصدقهم لهجة، وأكرمهم عشيرة، وأوفاهم عهداً، وأوصلهم للرحم، قريباً من كل بر، بعيداً عن كل إثم … آتاه الله الكمال في الخَلق والخُلق، والقول والعمل، وجمّله بالسكينة والوقار، وكساه حُسن القبول، فاستمال القلوب وملك زمامها، فانقادت النفوس لموافقته، وثبتت القلوب على محبته، وفدته


(١) ينظر في ظلال القرآن لسيد قطب (٥/ ٢٨٦٤).
(٢) ينظر التحرير والتنوير (١٠/ ٢٤٢)، وفي ظلال القرآن (٣/ ١٦٧١).
(٣) ينظر تفسير البغوي (٤/ ٦٧).

<<  <   >  >>