وتوقف في المفاضلة بين عثمان وعلي من غير أهل المدينة يحيى بن سعيد القطان من أهل البصرة وقد استغرب عبد الرحمن بن مهدي ذلك فقال ليحيى:«بمن تقتدي في هذا وأهل البصرة ليس هذا قولهم؟!»(٢) وذكر ابن حجر أن يحيى القطان تبع مالكا في التوقف (٣)، ولكن قد سبق قبل قليل قول الإمام أحمد أن يحيى أخذ التوقف عن سفيان الثوري، ويحيى قد حكى هذا القول عن سفيان فقد أخرج الخلال أن يحيى بن معين قال:«قال يحيى بن سعيد: كان رأي سفيان الثوري: أبو بكر وعمر ثم يقف، قال يحيى بن معين: «وهو رأي يحيى بن سعيد»(٤) كأنه يشير إلى أن ذلك منه موافقة سفيان فيما رواه عنه. والله أعلم.
والحاصل أن ما روي عن أئمة السلف من تقديم علي على عثمان أو التوقف فيهما قد رجعوا عنه واستقر مذهب أهل السنة على تفضيل عثمان ثم علي.
وهذا هو المذهب الحق الذي لا يجوز العدول عنه لثبوته بالأدلة الشرعية من السنة والإجماع وسبق بيانهما من حديث ابن عمر وإجماع الصحابة على تقديم عثمان بعد أبي بكر وعمر وجميع ذلك ثابت صحيح كما تقدم،
(١) السنة ص ٤٠٣. (٢) السنة للخلال ص ٣٧٢، ٣٧٣. (٣) فتح الباري ٧/ ١٦. (٤) السنة ص. ٣٧٣.