"وأن الله يخرج أقوامًا من النار بشفاعة محمد-ﷺ"(١).
جاء في إثبات الشفاعة أحاديث كثيرة عن النبي ﷺ بلغت حد التواتر، وصرحت هذه الأحاديث بأنه يدخل النار جملة من أهل الكبائر، من أهل التوحيد، مؤمنون موحدون، لكن دخلوا النار بذنوب ومعاص ارتكبوها ولم يتوبوا منها.
أنواع شفاعات النبي ﷺ يوم القيامة.
اختلف أهل العلم في عدد شفاعات النبي ﷺ يوم القيامة (٢)،
(١) هذه الفقرة تقدمت على التي قبلها في كتاب مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص: (٢٢٧). (٢) وقال الرملي: "فهو ﷺ الشفيع يوم القيامة قال ﷺ: «أنا أول شافع وأول مشفع»، وله شفاعات: أعظمها: في تعجيل الحساب والإراحة من هول الموقف حين يفزعون إليه بعد الأنبياء، وهي مختصة به بالإجماع، وهي المراد بالمقام المحمود في قوله تعالى: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ [الإسراء الآية: ٧٩]، وهو المقام الذي يحمده فيه الأولون والآخرون. الثانية: في إدخال قوم الجنة بغير حساب ولا عقاب. قال القاضي عياض والنووي وغيرهما: وهي مختصة به؛ قال بعضهم والعجب ممن توقف في هذه الخصوصية وقال: لا دليل عليها، إذ الدليل عليها الإجماع على أن هذه الأمور لا تدرك بالعقل ولم يرد النقل إلا في حقه، والأصل العدم والبقاء على ما كان. الثالثة: في أناس استحقوا دخول النار فلا يدخلونها. قال القاضي عياض وغيره ويشركه فيها من يشاء الله، وتردد النووي في ذلك؛ قال السبكي: لأنه لم يرد تصريح بذلك ولا بنفيه. قال: وهي في إجازة الصراط بعد وضعه، ويلزم منها النجاة من النار. الرابعة: في إخراج من أدخل النار من الموحدين وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان وهي مختصة به. الخامسة: في إخراج من أدخل النار من الموحدين غير هؤلاء، ويشاركه فيها الأنبياء والملائكة والمؤمنون. السادسة: في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها، وجوز النووي اختصاصها به. السابعة: في تخفيف العذاب عن بعض الكفار كأبي طالب. ومن شفاعاته أنه يشفع لمن مات بالمدينة، رواه الترمذي وصححه، وأن يشفع في التخفيف من عذاب القبر». غاية البيان شرح زبد ابن رسلان لمحمد الرملي الأنصاري ص ١٣.