واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء .. " (١)
ثالثًا: أن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية.
وقد أُثِر عن سفيان الثوري قال: "البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يُتاب منها والبدعة لا يُتاب منها" (٢).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "ولهذا كان السلف يقولون: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها. " (٣)
ومعلوم أن مرتكب الكبيرة والمعصية يعلم أنه يفعل الحرام ويخشى أن ينزل به العذاب بسبب ما ارتكب في حق الله ﷿، مع ما يعقب ذلك من الندم والشعور بالذنب الذي يلازمه بقية حياته مع رجاء التوبة والاستغفار من تلك المعصية، بخلاف المبتدع فإنه لا يشعر بذلك كله بل إنه يتعبد ببدعته التي يدعو إليها فتعتقد أنها تقربه إلى الله وتزيد من حسناته في حين أنها تغضب الله منه وتزيد من ذنوبه وهو لا يعلم ذلك؛ بل إنها عمل حابط وباطل ومردد
(١) الفتاوي ٢٨/ ٢٣١. (٢) التحفة العراقية في الأعمال القلبية صفحة (١٢). (٣) درء التعارض ٣/ ٣٨٥.