الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ … ﴾ الآية (١) أي صدق الرسول (٢).
ب-وبمعنى أقر له وذلك إذا عدي باللام كما في قوله تعالى ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾، وقوله تعالى ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوط﴾ (٣).
وقد اعترض السلف على حصر أهل اللغة لمعنى الإيمان بالتصديق فقط وقالوا:"إن الإيمان وإن كان يتضمن التصديق فليس هو مجرد التصديق، وإنما هو الإقرار (٤) والطمأنينة أيضا"(٥) واستدل السلف لقولهم بالأمور التالية:
أولًا: إن الترادف التام ممتنع بين التصديق والإيمان من عدة وجوه، يوضحها الجدول التالي:
الإيمان … التصديق
-إن كلمة آمن تتعدى بالباء وباللام وقد تقدم التمثيل لذلك.
-إن كلمة آمن تتضمن ثلاثة معان هي: الأمن، والتصديق، والأمانة.
-إن لفظ الإيمان لا يستعمل إلا في
(١) الآية (٢٨٥) من سورة البقرة. (٢) تفسير القرطبي (٣/ ٤٢٥). (٣) الآية (٦) من سورة العنكبوت. (٤) الإقرار: متضمن لمعنيين هما: قول القلب الذي هو التصديق. وعمل القلب الذي هو الانقياد. مجموع الفتاوى (٧/ ٦٣٨ - ٦٣٩). (٥) الصارم المسلول لابن تيمية (ص ٥١٩).