للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف-رحمه الله تعالى-:

وأما الرافضة فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا: إن علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر الصديق، وأن إسلام علي كان أقدم من إسلام أبي بكر؛ فمن زعم أن علي بن أبي طالب أفضل من أبي بكر فقد رد الكتاب والسنة لقول الله ﷿ ﴿محمد رسول الله والذين معه﴾ فقدم الله أبا بكر بعد النبي (١) -

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) وفي فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل ١/ ٤٣٤.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قثنا لُؤْلُؤُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ الْعَوْفِيُّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ ﷿: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ﴾، قَالَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ [الفتح: ٢٩] أَبُو بَكْرٍ، ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾ عُمَرُ، ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: ٢٩] عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا﴾ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾، طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدٌ، ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزِّرَاعَ﴾ الْمُؤْمِنُونَ الْمُحِبُّونَ لَهُمْ، ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ الْمُبْغِضُونَ لَهُمْ، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح: ٢٩. " [
وقال السيوطي في الدر المنثور: (٧/ ٥٤٤). "وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه والقلظي وَأحمد بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ فِي فَضَائِل الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة والشيرازي فِي الألقاب عَنْ ابْن عَبَّاس ﴿مُحَمَّد رَسُول الله وَالَّذين مَعَه﴾ أَبُو بكر ﴿أشداء على الْكفَّار﴾ عمر ﴿رحماء بَينهم﴾ عُثْمَان ﴿تراهم ركعا سجدا﴾ عَليّ ﴿يَبْتَغُونَ فضلا من الله ورضواناً﴾ طَلْحَة وَالزُّبَيْر ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم من أثر السُّجُود﴾ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَسعد بن أبي وَقاص وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح ﴿وَمثلهمْ فِي الإِنجيل كزرعٍ أخرج شطأه فآزره﴾ بِأبي بكر ﴿فاستغلظ﴾ بعمر ﴿فَاسْتَوَى على سوقه﴾ بعثمان ﴿يعجب الزراع ليغيظ بهم الْكفَّار﴾ بعلي ﴿وعد الله الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات﴾ جَمِيع أَصْحَاب مُحَمَّد
وقال السمعاني في التفسير ٥/ ٢١٠ "وَقَوله: ﴿يعجب الزراع﴾ أَي: الحراث. وَهَذَا كُله ضرب مثل النَّبِي وَأَصْحَابه، وَذكر صفتهمْ وَمَا قوى الله بهم النَّبِي وَنَصره بهم.
وَعَنْ جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق قَالَ: ﴿وَالَّذين مَعَه﴾ أَبُو بكر ﴿أشداء على الْكفَّار﴾ عمر ﴿رحماء بَينهم﴾ عُثْمَان) ﴿تراهم ركعا سجدا﴾ عَليّ ﴿يَبْتَغُونَ فضلا من الله ورضوانا﴾ الْعشْرَة.
وَقَوله: ﴿كزرع﴾ مُحَمَّد ﴿أخرج شطأه﴾ أَبُو بكر ﴿فآزره﴾ بعمر ﴿فاستغلظ﴾ بعثمان ﴿فَاسْتَوَى على سوقه﴾ بعلي أَجْمَعِينَ، وَهَذَا قَول غَرِيب ذكره النقاش، وَالْمُخْتَار وَالْمَشْهُور هُوَ القَوْل الأول، أَنْ الْآيَة فِي جَمِيع أَصْحَاب النَّبِي من غير تعْيين، وَعَلِيهِ الْمُفَسِّرُونَ.
قال الإمام الزبير بن أحمد ان سليمان الزبيري الشافعي المتوفى سنة ٣١٧ للهجرة.
أخير هذه الأمة بعد نبيها صلوات الله عليه وسلامه أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى رضوان الله عليهم، وهم الخلفاء الراشدون المهديون بعد رسول الله .
قال الله تعالى ﴿محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء وبينهم تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانًا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه ﴿
هو النبي ﴿فأزره﴾ أبو بكر الصديق، ﴿فاستغلظ فاستوى﴾ عمر بن الخطاب، ﴿يعجب الزراع﴾ عثمان بن عفان، ﴿ليغيظ بهم الكفار﴾ هو علي بن أبي طالب : كذلك قال المفسرون". انظر جمهرة عقائد أئمة السلف صفحة ٢٩١

<<  <   >  >>